يعتبر الوقف نوعًا من الصدقات، وهو صدقة جارية يمتد أثرها إلى ما بعد موت الواقف، ليكون بذلك إحدى العبادات المالية التي شرعها الإسلام، وله فضائلُ عديدة، منها:
- توجيه الهمّة إلى الآخرة وثوابها: للمال شهوة لا تختلف عن بقية الشهوات بل ربما تكون الشهوة الأقوى، فجمع المال وتنميته والحرص عليه من الأمور التي تستولي على صاحبه، وقد ينسى في خلال رحلة الحياة حق الله في
أمواله، لذلك يأتي الوقف بمثابة تذكير بالآخرة وثوابها، امتثالًا لقوله الله تعالى: "وابتغِ فيما آتاك اللهُ الدارَ الآخرة" (القصص:77)
- شُكر المُنعم المتفضل: التصدق بالمال مِن أفضل سبل شكر الله على هذه
النعمة. وكما يكون شكرُ نعمة العلم بالتعليم، فإنّ وقف الأموال في سبيل
الله هو نوع من الشكر للمنعم والاعتراف بفضله.
- تزكية النفس: الوقفُ وسيلةٌ لتخليص النفس من اللهفة على المال والبخل
به، وتعويدها الكرم والبذل، فالواقف يتخلى طواعيةً عن جزء من أمواله
في سبيل الله، وهو يعلم أن الوقف صار ملكًا لله ولم يعد من حقه
الرجوع فيه، ولا شك أن ذلك يزكّي النفس ويطهرها.
يُعدُّ ما ذكرناه مشترَكاً بين الوقف وغيره من أشكال التصدق بالمال، لكن للوقف فضائلُ أخرى خاصة به، هي:
- تأمين الاحتياجات الأساسية للمجتمع باستمرار: بعكس صور الصدقات الأخرى،
فإن الوقف صدقة مستمرة ومؤبدة لا تنتهي حتى بعد وفاة صاحبه، وهو يؤدي
دوره في تأمين الاحتياجات الأساسية للمجتمع على مر الزمان.
- التفكير والتدبير للمستقبل: يساعد الوقف صاحبه على تعوُّد التفكير
والتدبير للمستقبل، والإحساس بالمسؤولية تجاه الأجيال القادمة.
- تعويد المجتمع القيام بشؤونه: إن الوقف يجعل المجتمع، بطوائفه وفئاته
كافة، يفكر في شؤونه ويسعى إلى تدبيرها، دون الاكتفاء بإلقاء المسؤولية
على عاتق الدول والحكومات وتوجيه النقد واللوم والمطالبة.
ونجد في الصحابة رضوان الله عليهم دليلًا قويًا على التزامهم بأهداف الوقف، إذ تنافسوا جميعًا في وقف أموالهم بجميع صورها لله تعالى، وهكذا أصبح مجتمعهم كله منشغلًا بحاجاته حريصًا على تلبيتها دون الاعتماد على الدولة، ما منحه حيويةً وقوة على مدى قرون متعاقبة.
يمكنك أن تختار الوقف الذي تود تخصيص تبرعك له لتجني ثواب الصدقة الجارية
أوقِف سهمًا
نشره : الوقف البريطاني الدولي
المملكة المتحدة