تعد إدارة الوقف من المسائل الهامة في مسألة الأوقاف، إذ ينبغي أن تتميز الإدارة بالدقة والكفاءة والانضباط لتحقيق الغاية من الوقف، وهي زيادة العائد وإنفاقه في مصارفه. وكم من مليارات الدولارات ضاعت بسبب التساهل في اختيار من يدير الأوقاف.
وفي عهد العمرين، الفاروق عمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز رضي الله عنهما، اعتمدت إدارة الوقف على أربع أسس، هي التوجيه والرقابة والتخطيط والتنظيم.
وفيما يختص بالتوجيه والرقابة فإن إدارة العمرين تميزت بما يلي:
مباشرة التوجيه والرقابة
كانت السمة البارزة في سياسة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في إدارة الوقف حرصه على إدارته بنفسه رغم انشغاله بأعباء الخلافة.
ويرجع ذلك إلى اهتمام عمر رضي الله عنه بكل ما يخص شؤون الرعية، وإيمانه بأنه سيُسأل أمام الله عن كل الأمور من أعقدها إلى أبسطها، كذلك حرصه على مصلحة المسلمين واستمرارية نفع الوقف لأجيال قادمة.
كما أدار الوقف بنفسه لخوفه من أن يؤدي تشتيت الإدارة بين عدة أشخاص إلى توقف الوقف أو ضياعه.
ويعتبر هذا الأسلوب مطابقًا إلى حد كبير للنهج الذي اتبعه الرسول صلى الله عليه وسلم في إدارة أوقافه، فقد باشر النظر في شؤون صدقاته، وجعل مولاه أبو رافع واليًا عليها، فكان يأخذ منها كفايته وكفاية أهل بيته لمدة عام والباقي يصرفه صدقات في مصالح المسلمين.
وقد نجحت سياسة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في إدارة الوقف، فقد امتدت أوقافه حتى أواخر القرن الثاني الهجري.
أما عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه،
فلا يختلف عن عمر الفاروق في سياسته، فقد أوكل إلى حجبة الكعبة أمر إدارة داره التي أوقفها على الحجاج والمعتمرين بمكة، وكذلك فعل بوقف الرسول صلى الله عليه وسلم في فدك، حيث ولاه رجلًا يقوم فيه بالحق. وكان يتبع في سياسته: