هل كف‍الة اليتيم صدقة جارية

هل كف‍الة اليتيم صدقة جارية؟ الأجر والثواب في الإسلام

يسعى المسلمون إلى الأعمال التي تدوم بركتها، ويستمر أجرها بعد وفاتهم كالصدقات الجارية. ومن أعظم تلك الصدقات، ما يكون أثره عظيمًا ويستمر أطول فترة ممكنة، وهنا يتساءل كثيرون: هل كفالة اليتيم صدقة جارية؟ وهل يمكن توجيهها بنية الثواب للميت؟ في هذا المقال، نُوضح العلاقة بين الصدقات الجارية وكفالة الأيتام، وفضلها في الإسلام.

مفهوم الصدقة الجارية في الإسلام

قبل أن نربط بين الصدقات الجارية وكفالة الأيتام، لابد من تذكر مفهوم الصدقة الجارية. فالصدقة الجارية هي أية صدقة يستمر نفعها للناس، ويستمر معها أجر صاحبها حتى بعد موته. قال رسول الله ﷺ: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له." [رواه مسلم]

ويدخل تحت هذا المعنى أي شكل من أشكال الصدقة الجارية، كحفر الآبار، وبناء المساجد، والتعليم، وأيضًا رعاية الأيتام بشكل مستدام.

مفهوم كفالة اليتيم في الإسلام

أما عن كفالة اليتيم، فتعني تأمين احتياجات اليتيم المعيشية والتعليمية والصحية والنفسية، على اختلاف طرق وأشكال هذا التأمين. وهي من أعظم القُربات في الإسلام، حيث قال النبي ﷺ: "أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين" وأشار بالسبابة والوسطى. [رواه البخاري]

فكفالة اليتيم ليست فقط إحسان للطفل اليتيم، بل أيضًا باب واسع من أبواب الرحمة والمغفرة لمن يفتح قلبه لهذا العمل النبيل.

هل كفالة اليتيم صدقة جارية؟

تعد كفالة اليتيم صدقة جارية إذا كانت الكفالة مستمرة النفع. على سبيل المثال، التبرع بوقف الأيتام الذي يتم استثماره كل عام واستخدام ريعه لتأمين احتياجات مزيد من الأيتام يعد صدقة جارية. والتعهد باحتياجات اليتيم التعليمية والصحية هو صدقة جارية، لأن أثر هذا الاهتمام يدوم طوال حياته. كما أن تقديم أي شكل من أشكال الدعم لليتيم بحيث يكون مؤثرًا في حاضره ومستقبله يعد صدقة جارية.

بالتالي، فإن كفالة اليتيم عبر وقف يحقق النفع الدائم تندرج ضمن الصدقة الجارية شرعًا ومعنى.

هل كفالة اليتيم صدقة جارية للميت؟

نعم، كفالة اليتيم صدقة جارية يمكن إهداء ثوابها للميت، ويصل إليه الأجر بإذن الله، خاصة إن تمت الكفالة من خلال مشروع وقفي يُصرف ريعه باستمرار على الأيتام. فهذه الطريقة تحقق معنيين:

• استمرارية الأجر (كصدقة جارية).
• نفع الآخرين (ككفالة لليتيم).

لذلك، قد تكون أفضل هدية تقدمها لحبيب رحل هو التبرع عن روحه بسهم وقف الأيتام من خلال الوقف البريطاني الدولي، ليبقى أثره ممتدًا في الدنيا والآخرة.

الأثر الاجتماعي والروحي لكفالة اليتيم

كفالة اليتيم لا تُثمر فقط أجرًا وثوابًا، بل تنعكس إيجابيًا على المجتمع بأسره. فهي:

• تزرع في النفس الرحمة والحنان.
• تقلل من المشاكل الاجتماعية للأيتام كالتشرّد والفقر.
• تعزز التكافل والتعاون والمسئولية الاجتماعية.
• تُربّي جيلًا يشعر بالانتماء والكرامة.
• تكون سببًا في البركة التي تحلّ على كافل اليتيم وأسرته.
• تكون سببًا في شعور الكافل بالقرب من الله، وبالسعادة والطمأنينة التي لا تُقارن.

أسئلة شائعة

· ما الفرق بين الصدقة الجارية وكفالة اليتيم؟

الصدقة الجارية هي كل عمل خيري دائم النفع، بينما كفالة اليتيم قد تكون جارية إذا كانت عبر مشاريع دائمة كالوقف، أو مؤقتة إذا كانت كفالة شهرية تنقطع بانقطاع الدعم.

· يجوز كفالة يتيم بنية الصدقة الجارية؟

نعم، بشرط أن تكون الكفالة مستمرة وذات أثر دائم، مثل التبرع لمشروع وقف الأيتام الذي يحقق هذا المعنى الشرعي.

· ما هو أجر كافل اليتيم في الإسلام؟

الأجر عظيم. يكفي أن النبي ﷺ قرن كافل اليتيم بنفسه في الجنة. إلى جانب البركة في الرزق، والرحمة في القلب، والدعاء المستمر من الملائكة.

ختامًا

إذا كنت تبحث عن صدقة جارية دائمة، نافعة، ومستدامة، فإن وقف الأيتام من خلال الوقف البريطاني الدولي هو الخيار الأمثل.