يعتبر الوقف رصيدًا دينيًا وحضاريًا كبيرًا، يمكن الاعتماد عليه لتحسين أوضاع المسلمين اليوم، والإسهام في التنمية والنهضة، نظرًا إلى مبادئه وأحكامه ودوره التاريخي الكبير، وإسهاماته الضخمة في بناء المجتمع الإسلامي على مر الزمان.
ولكي يقوم الوقف بدوره المطلوب منه على أكمل وجه، ينبغي للعلماء والدعاة والحكومات العمل – كل في موقعه – على الاعتناء بالوقف وتطويره والتوعية بأهمية دوره في المجتمع.
دور العلماء والدعاة
يتمثل دور العلماء والدعاة في توعية المجتمع، فقطاع كبير من المسلمين يجهل مكانة الوقف في النظام الاجتماعي الإسلامي، والأدوار المهمة التي قام بها الوقف عبر تاريخ الإسلام، وحتى الذين يعرفون ذلك فإن معرفتهم في الغالب لا تتجاوز مجال بناء المساجد وما يتصل بها، ولا يعرفون أن بإمكان الوقف مواجهة الفقر والجهل والمرض والإعاقة، والإسهام في التعليم والبحث العلمي، وإقامة البنيات الضرورية لتطوير المجتمع.
إن واجب العلماء والدعاة والمفكرين أن يعرّفوا المسلمين بهذا كله، وأن يدعوهم إلى التفاعل والتجاوب والمبادرة والمساندة.
كذلك يجب على العلماء والهيئات العلمية إنجاز مزيد من الدراسات والأبحاث العلمية حول الوقف ورسالته وأحكامه، والترويج لها بكل وسيلة ممكنة.
كذلك فإن الوقف في عصرنا الحالي بظروفه ومشكلاته بحاجة إلى تطوير الاجتهاد الفقهي حول أحكام الوقف وإشكالاته، كي لا يبقى حبيس اجتهادات وشروط وُضعت لزمانها وقد لا تناسب زمننا.
دور الحكومات
إن الحكومات في العالم الإسلامي عليها ليس فقط العناية بمسألة الوقف باعتباره واقعًا موروثًا يجب الإشراف عليه ومتابعة انكماش مجالاته وتقلص موارده، بل أيضًا اعتباره أمانة واجبة الرعاية والتطوير، وركيزة أصيلة من ركائز التنمية والنهوض بالمجتمع.
ومن التدابير التي يجب على الحكومات اتخاذها: