التبرع لوقف التعليم هو خطوة حيوية نحو بناء مستقبل مشرق ومستدام للأطفال والشباب حول العالم. التعليم هو المفتاح لتحقيق التنمية والتقدم، فهو يمنح الأفراد الأدوات اللازمة لتحقيق إمكانياتهم والمساهمة في مجتمعاتهم بشكل إيجابي. من خلال التبرع لوقف التعليم، يمكنك أن تكون جزءاً من هذا الجهد النبيل وتساعد في توفير فرص التعليم لمن هم في أمس الحاجة إليها.
جاء في الحديث عن النبي ﷺ أنه قال: «إنّ الملائكةَ تضعُ أجنحتَها لطالبِ العلمِ رضًا بما يطلبُ وإنَّ العالِمَ يستغفرُ له من في السَّماءِ ومن في الأرضِ والحيتانُ في جوفِ البحر» [سنن أبي داود، ٣٦٤١].
يمثّل وقف التعليم أحد مشاريعنا الوقفية، ويستند على استثمار تبرعاتكم في مشروعات تُنفق عوائدها على كل ما يرتبط بالعملية التعليمية، من إنشاء المدارس وترميمها، ودعم المعلّمين، وتوفير المواد التعليمية والحقائب المدرسية، وتقديم الدعم المادي للطلاب ودفع رسومهم وتوفير مستلزماتهم المدرسية والجامعية، وغير ذلك مما تتطلبه عملية التعليم.
يعدّ التعليم الركيزة الأساسية التي تقوم عليها المجتمعات، بما له من آثار اقتصادية واجتماعية ونفسية لا تُنكر.
ولم تحتفِ أمّة بالعلم كما احتفى المسلمون، فسعوا في طلبه في المشرق والمغرب، وأنفقوا في سبيله كلّ غالٍ ونفيس، وبنوا له المدارس والمساجد، وأوقفوا عليه الأوقاف التي تضمن الإنفاق على طلبة العلم كي يتفرّغوا له.
وقد ضمنت تلك الأوقاف للمجتمع حيويته وتجدّده، ويسّرت طلب العلم وأتاحت أدوات التعليم، فازداد المجتمع نشاطًا وإبداعًا وحيوية. وما زالت المدارس الوقفية إلى يومنا هذا تشهد على حضارةٍ عريقة آمنت بالعلم والتعليم سبيلًا للنهضة والرقيّ، واستثمرت فيه ورعته بكل سبيل ممكن. وقد كان للأوقاف التعليمية دورٌ رائد في تنمية الحركة العلمية وازدهار الحضارة الإسلامية؛ فظهرت المدارس والمكتبات ومعاهد العلم في أرجاء العالم الإسلامي كافة دون تمييز.
مع الزيادة السكانية في أنحاء العالم، ومع ما نشهده من كوارث طبيعة وحروب ونزاعات مستمرة، تزداد
الحاجة إلى تكريس بعض الأوقاف للإنفاق على التعليم؛ بسبب زيادة عدد الطلاب في أنحاء العالم، ونظرًا لما تتعرّض له المدارس والجامعات من تخريب ممنهج، على نحو ما شهدنا في غزة، التي حُرم تلاميذها وطلّاب الجامعات فيها من عام دراسي كامل، ودُمّرت مدارسها وجامعاتها كلها تقريبًا.
وتبرعكم لوقف التعليم يُتيح المجال أمام تخصيص بعض الاستثمارات التي توظّف أرباحها للإنفاق على (إعادة) إنشاء المدارس والجامعات، وتوفير مستلزمات التعليم، من حقائب وملابس وأدوات وغير ذلك؛ فيتفرغ الطلاب للتعليم وطلب العلم، دون اضطرار للانشغال بالعمل للإنفاق على أنفسهم أو عائلاتهم.
بتبرعكم، نعمل على أن يعود التلاميذ إلى مدارسهم وألا يطول حرمانهم من التعليم؛ فهم حاضرنا ومستقبلنا، ويستحقون بيئة تنعم بالاستقرار والأمان، ليتوفر لهم التعليم المناسب لإعدادهم من أجل مستقبل زاهر يستطيعون فيه تغيير أوضاع مجتمعاتهم وتطويرها إلى الأفضل.