!ترقبونا في ثوبنا الجديد
!ترقبونا في ثوبنا الجديد
Nothing here
Start typing to search
Searching..
Nothing matches
There are no matching results.
Sorry!
There has been an error.
أجر تربية اليتيم وفضل كفالته في الإسلام
عندما بدأ نبينا محمد "صلى الله عليه وسلم" بإرساء تعاليم ديننا، شدد على أجر تربية اليتيم العظيم في الإسلام. فتربية واليتيم وكفالته، عمل يتجاوز حدود الرحمة الفردية، ليمس جوهر القيم التي بُنيت عليها الشريعة الإسلامية: العدل، والإحسان، والتكافل. ومنذ البدايات، جعل الإسلام رعاية اليتيم من أعظم ما يتقرب به العبد إلى ربه، وربط بين كافل اليتيم ومكانة النبي ﷺ في الجنة. واليوم، لا تزال هذه القيمة حية، نمارسها من خلال الكفالة المباشرة أو عبر التبرع لوقف الأيتام، لضمان حياة كريمة للأطفال الذين فقدوا أعز من في الحياة.
فضل تربية اليتيم في الإسلام
ينظر الإسلام إلى المجتمع المسلم كوحدةٍ واحدة متكاملة، ويُوجب على كل فئة قادرة رعاية فئة أخرى غير قادرة مثل الأيتام. فالعدالة الاجتماعية والاقتصادية من أسس المجتمع المسلم الصحيح، ومنها تنطلق فكرة تربية اليتيم وكفالته.
من وجهة نظر الإسلام، وفاة والد الطفل المسلم ينقل مسئوليته إلى المجتمع ككل، كي ينشئ في بيئة صالحة تلبي احتياجاته، وتمنه من الانجرار إلى الطريق الخطأ بسبب حاجاته المادية والاجتماعية والعاطفية. ولما تحدث ديننا عن فضل تربية اليتيم، ذكر الله تعالى الأيتام في القرآن الكريم في أكثر من موضع، مقرونًا بالأمر بالإحسان إليهم ورعاية شؤونهم. قال تعالى: "وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَىٰ قُلْ إِصْلَاحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ" [البقرة: 220] في المقابل جاء التحذير الشديد لمن يظلم اليتيم أو يتهاون بحقوقه، حيث قال تعالى: "فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ" [الضحى: 9]
وهذا يدل على عظمة المكانة التي منحها الإسلام لليتيم، وأن تربيته والإحسان إليه من دلائل الإيمان الحقيقي.
أجر كافل اليتيم وثوابه
كفالة ورعاية احتياجات الأيتام، باب من أبواب الخير الواسع التي فتحها الله تعالى لنا. فيكفيك شرفًا أن تكون ممن قال عنهم النبي ﷺ :" أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين" وأشار بالسبابة والوسطى. [رواه البخاري]
وأجر كافل اليتيم ليس في الآخرة فقط، بل يشمل البركة في الرزق، والطمأنينة في القلب، والقبول في الدنيا والآخرة. فالكفالة تعني الاحتواء، التربية، والحنان، وهي من أعظم صور العبادة العملية التي تظهر أثرها في حياة المسلم والمجتمع.
ويمكن لمن لا يستطيع الكفالة المباشرة أن يسهم في هذا الأجر العظيم عبر التبرع إلى وقف الأيتام من خلال الوقف البريطاني الدولي، الذي يضمن رعاية مستدامة لهم في المأكل والتعليم والاحتياجات الأساسية. وإذا تأملنا الفئات العليات التي أمرنا الله بالتركيز على الإنفاق عليها، نجد الأيتام فيها في كل موضوع. يقول الله جل وعلا: "يَسألونَكَ ما ذا يُنفقونَ قُل ما أنْفقتُم من خيرٍ فللوالدين والأَقربين واليَتامَى والمساكين وابن السبيل وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم". البقرة: 215
ويقول تعالى أيضاً: "واعبُدوا اللهَ ولا تشركوا بهِ شيئاً وبالوالدين إحساناً وبذي القُربى واليَتامَى والمساكِين والجارِ ذي القربى والجارِ الجُنب والصاحبِ بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم ".[ النساء: 36].
رعاية اليتيم وكفالته دون تغيير نسبه
من المبادئ الأساسية في الإسلام أن يُراعى حفظ نسب اليتيم، وعدم نسبته لغير والده. قال الله تعالى: "ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ" [الأحزاب: 5]
فكفالة اليتيم في الإسلام لا تعني التبني بمفهومه الغربي أو مفهومه في الجاهلية، وإنما رعايته في النفقات والمعيشة والتعليم دون المساس بهويته الشرعية. وتكمن هنا عظمة التشريع الإسلامي في الموازنة بين الرعاية الكاملة والحقوق الفطرية للطفل.
في الجاهلية أو في المجتمعات غير المسلمة، كان الشخص يتبنى طفلاً ليس من نسله وينسبه إليه، ويعتبره وارثاً له. وكان هذا الأمر لأهداف اجتماعية واقتصادية، كإبقاء النسب وتوريث المال لمن لا ولد له.
أسباب تحريم التبني في الإسلام
ولما جاء الإسلام، حرّم التبني لأسباب عدة أهمها:
حفظ النسب وحماية الحقوق في المجتمع: فالتبني يؤدي إلى خلط الأنساب ويحدث ضرر كبير في تماسك المجتمع.
حماية الميراث وحماية حقوق الورثة الشرعيين: فالتبني قد يؤدي إلى حرمان الورثة الحقيقيين من حقوقهم، مما يؤدي إلى خصومات ومنازعات لا تنتهي.
منع الفتن: لأن التبني يحدث فتنة بين الأبناء المتبنين والأبناء الحقيقيين.
أوجه الاختلاف بين التبني والكفالة
النسب في التبني يُنسب الطفل إلى الكافل ويحمل اسم العائلة الجديدة، بينما في الكفالة لا ينسب الطفل إلى الكافل بتاتاً.
الحقوق والواجبات في التبني تُنقل بعض الحقوق والواجبات بين الكافل والمتبنى، بينما في الكفالة لا تنتقل هذه الحقوق والواجبات.
الحكم الشرعي التبني حرام لقوله تعالى: ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ {الأحزاب: 5}.، والكفالة مستحبة ومرغوبة.
الأثر الاجتماعي والإنساني لكفالة اليتيم
كفالة اليتيم تخلق مجتمعًا متماسكًا، متعاطفًا، مليئًا بالحب والتراحم. فهي تقلل من نسب الفقر، والانحراف، والحرمان، وتمنح اليتيم فرصة ليكون عضوًا فاعلًا في المجتمع.
من هنا، وقف الأيتام يعد من الحلول الذكية لضمان هذا الأثر؛ إذ يتم من خلاله إنشاء صناديق استثمارية وقفية تُصرف عوائدها على تعليم الأيتام، توفير الرعاية الصحية لهم، وتأمين بيئة معيشية مستقرة تحفظ كرامتهم.
أسئلة شائعة
· ما هو أجر تربية اليتيم في الإسلام؟
أجرها عظيم جدًا، يصل بصاحبها إلى منزلة النبي ﷺ في الجنة، ويجلب بركة في الرزق، ورحمة في القلب، وأجرًا لا ينقطع حتى بعد الوفاة.
· ما الفرق بين كفالة اليتيم وتبنيه؟
كفالة اليتيم تعني رعايته ماديًا ومعنويًا دون تغيير نسبه أو منحه اسم العائلة، أما التبني كما هو في بعض الثقافات يعني نسب اليتيم إلى كافله، وهو ما لا يقرّه الإسلام.
· هل يجوز تربية اليتيم في المنزل؟
نعم، بشرط عدم المساس بنسبه أو معاملته كابن بيولوجي في الحقوق مثل الميراث، ما لم يُوصَ له بشيء ضمن الشريعة.
· هل يحصل المسلم على أجر إذا تكفل بيتيم عبر جمعية خيرية؟
بالتأكيد، فالمشاركة في الكفالة عبر الجمعيات أو من خلال وقف الأيتام تعتبر من صور الكفالة الشرعية المعتبرة، ويؤجر عليها المسلم بإذن الله.
· كف يمكن كفالة يتيم بطريقة شرعية؟
إما بالكفالة المباشرة وفق الضوابط الشرعية، أو من خلال التبرع لوقف الأيتام الذي يضمن كفالة جماعية مستمرة ومستدامة.
ختامًا،
كفالة الأيتام ليست مجرد إحسان عابر، بل استثمار رباني ممتد في الدنيا والآخرة. هي طريق للجنة، ووسيلة لإحياء الرحمة والعدل في قلوبنا ومجتمعاتنا. إذا كنت تبحث عن عمل صالح لا ينقطع، فاجعل لك سهمًا في وقف الأيتام من خلال الوقف البريطاني الدولي.